لماذا فشل الاستثمار في الدوري الصيني؟
شعار الدوري الصيني |
مقدمة
اليوم ومع ما يحدث يوميا من صفقات مع لاعبين كبار في الدوري السعودي، نستحضر الدوري الصيني وتجربته السابقة في التعاقد مع نجوم كبار، بالطبع النجوم الذين ذهبوا للدوري الصيني لم يكونوا بنفس حجم ونجومية الذين ذهبوا حاليا للدوري السعودي ولكنهم كانوا نجوم من المستوى الثاني مثل البرازيلي أوسكار لاعب شيلسي الإنجليزي سابقا والبلجيكي يانيك كاراسكو والبرازيلي الأخر تاليسكا ومجموعة كبيرة من اللاعبين لا نمتك الوقت الكافي لذكرهم جميعا. ولكن التجربة الصينية لم يكتب لها النجاح..في مدونة اليوم سنناقش التجربة الصينية وسبب فشلها.
البرلزيلي أوسكار |
الإنفاق ببذخ
في أوائل عام 2010، بدأت الأندية الصينية في إنفاق مبالغ ضخمة على اللاعبين الأجانب، وغالبًا ما كانت تدفع لهم أكثر مما يستحقون. أدى ذلك إلى عدد من الإخفاقات البارزة، مثل الكولومبي جاكسون مارتينيز، الذي وقع مع جوانجو إيفرجراند مقابل 50 مليون دولار في عام 2016 وهو رقم لم يكن ليدفعه أي فريق أخر لشراء اللاعب.
جاكسون مارتينيز |
انعدام الشفافية
لا يتمتع الدوري الصيني بالشفافية مثل الدوريات الكبرى الأخرى، مما يجعل من الصعب على المستثمرين تقييم المخاطر التي تنطوي عليها. كما أن هذا الافتقار إلى الشفافية سهّل على الأندية ارتكاب مخالفات مالية.
التدخل الحكومي
أصبحت الحكومة الصينية في نهاية المطاف قلقة بشأن حجم الأموال التي كانت تغادر البلاد لدفع ثمن اللاعبين الأجانب. وفي عام 2017، فرضت الحكومة ضريبة انتقالات على التعاقدات مع اللاعبين الأجانب، وفي عام 2022، منعت الأندية من التعاقد مع لاعبين أجانب تزيد أعمارهم عن 35 عامًا. وعموما لم تكن الحكومة الصينية واضحة بشأن أهدافها بالنسبة للدوري، وهذا جعل من الصعب على الأندية التخطيط للمستقبل.
عدم الاهتمام بالمنافسات المحلية
لم ينجح المنتخب الصيني في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى قلة الاهتمام بكرة القدم المحلية وإتجاه عدد كبير من متابعي اللعبة في الصين إلى تشجيع الأندية الأوروبية. وقد جعل هذا من الصعب على الأندية تحقيق إيرادات من مبيعات التذاكر والرعاية.
عدم الاهتمام بالناشئين
عدم وجود منظومة قوية لتنمية قطاعي الشباب والناشئين في الصين. وهذا يعني أن الأندية اضطرت إلى الاعتماد على اللاعبين الأجانب، مما جعل من الصعب بناء فريق ناجح.
ونتيجة لهذه العوامل، فقد العديد من المستثمرين أموالهم في الدوري الصيني لكرة القدم. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك تراجع في الاستثمار في الدوري، وليس من الواضح متى سيتحسن الوضع.
الخاتمة
بشكل عام، هناك عدد من الأسباب التي جعلت الاستثمارات في الدوري الصيني لم تسير على ما يرام. هذه الأسباب معقدة ومترابطة، ومن الصعب أن نقول بشكل قاطع أي منها هو الأكثر أهمية.
ومع ذلك، فمن الواضح أن الدوري الصيني يواجه عددًا من التحديات، ويبقى أن نرى ما إذا كان سيتمكن من التغلب عليها والأهم من ذلك هل يقع الدوري السعودي في نفس الفخ أم يتعلم من التجربة الصينية!
كتب: محمد إلهامي